كيت بلانشيت: الأمومة أفضل أدواري في الحياة

0
تظهر الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت (44 عاماً) بكثافة هذا العام من خلال ثلاثة أفلام، إضافة إلى أعمالها المسرحية في سيدني برفقة زوجها الكاتب أندرو أبتون، وبرزت بدورها المميز من خلال شخصية غريبة الأطوار في فيلم "الياسمين الأزرق” الذي أطلق في يوليو/تموز الماضي وسط إشادة من الجميع، حيث أسندت نجاحها في تقمص الشخصية إلى نظرة عينيها الغريبة والمملوءة بتساؤلات لا يمكن الإجابة عنها، ومن المنتظر مشاهدتها في الجزء الثاني من ثلاثية المخرج بيتر جاكسون "ذي هوبيت” أواخر العام الجاري، والذي سيواكب عرض آخر أفلامها الدرامية "الرجال الآثار” الذي انتهت من تصويره في ألمانيا وتدور أحداثه حول الحرب العالمية الثانية مع الممثلين جورج كلوني ومات ديمون . كيت التي انتقلت للعيش في سيدني برفقة عائلتها التي تعتبرها "واحة” وسط صحراء عمرها، لتمارس أمومتها التي تراها أعظم دور في حياتها، تحدثت عن كل أمورها في هذا الحوار مع مجلة "هاللو” البريطانية .

انتقلتِ للعيش في أستراليا عام ،2006 وحتى العام الماضي كنتِ تديرين شركة سيدني المسرحية مع زوجك، فهل خلق ذلك فجوة بينك وبين التمثيل في هوليوود؟

- المسرح حبي الأول في التمثيل، وكان طريق عودتي لجذوري الأصلية منذ أن بدأت الاحتراف في سن صغيرة، ولكن بمقدوري أيضاً أن ألعب أدواراً في عدد معقول من الأفلام السينمائية، فأنا أحب التمثيل، وليس بالضرورة أن يكون ضمن أعمال ومشاريع سينمائية ضخمة، إضافة إلى ذلك لم أشعر يوماً أنني أريد أن أكون النجمة الأولى في كل الأفلام أو اختيار دور يتم من خلاله تسليط الضوء على أدائي باستمرار .

هل تفضلين أستراليا على بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية؟

- تربية أطفال صغار وإدارة شركة مسرحية هو بمثابة حياة صعبة لأي شخص، فقد أحببت أنا وزوجي أندرو أن نعيش في لندن قبل ذلك، ولكن كلانا شعر بأنه مثل السائح في تلك المدينة، ولم نستطع التواصل مع الحياة والثقافة هناك بقدر ما كنا نشعر بها في أستراليا، فبمجرد عودتنا إلى سيدني شعرنا كم كنا مفتقدين أن نتواصل مع العالم ونشعر به مرة أخرى .

مازال يعمل زوجك مخرجاً مسرحياً بشركة سيدني المسرحية، فكيف تجدان التوازن بين حياتكما الأسرية داخل المنزل وفي الشركة مع كل متطلبات العمل؟

- لم تكن المهمة سهلة دائماً، ولكن اندرو رجل قوي وصالح، ولم يدعني أسقط في ضغوط الحياة أو أن أتعرض لها، وكلما كنت أنوي القيام بعمل ما يأخذني لبعض الوقت عن واجباتي كأم وربة أسرة، كان يقوم بدوري على أكمل وجه دون أن يشعرني بذلك على الإطلاق، يعتني بالصغار ويلبي احتياجاتهم طوال فترة غيابي، وبسببه أقول إنني أكثر النساء حظاً لأنني تزوجت هذا الرجل .

كثيراً ما صرحتِ بأن التمثيل هو عملية تستنزفك بشدة وأحياناً تحول حياتك إلى أزمة لتأدية الأدوار؟

- نعم، فلقد تسبب لي هذا الأمر بآلام نفسية موجعة كلما كنت أبالغ في تقمص الشخصيات التي كنت أؤديها، فقد كان عملي يقود كافة أوجه حياتي ويتحكم بها وقت أن كنت بلا أطفال ولا توجد مسؤولية أسرة بأكملها على عاتقي، وكانت أدواري السينمائية تجعلني أشعر بأن العالم كله تم اختصاره في كيفية أداء الدور على الوجه الأمثل، مما كان يستنزفني جسدياً ونفسياً، ولكن بمجرد زواجي وإنجابي لأطفالي، أدركت أن لحياتي أولويات غير التمثيل، وهي أمومتي، وهو العالم الجديد الذي احتل الفراغ الأكبر من عقلي واهتماماتي، وولّد لدي شعوراً غريباً بالراحة وعاطفة الأمومة التي افتقدتها طوال حياتي، فلم يتبق إلا حيزاً ضئيلاً للتمثيل لأهتم به، ولكنني أيضاً أظن أنني أؤديه على الوجه الأمثل، فقد اكتشفت أنه يمكن أداؤه بأبسط الإمكانات أو ربما بسبب الخبرة التي اكتسبتها طوال تلك السنوات .

هل غيرت تربية الأطفال نظرتك وتوقعاتك لمستقبلك المهني؟

- بالتأكيد، فتربية ثلاثة أطفال يمكن أن تقلب حياة أي شخص رأساً على عقب، ولكن في حالتي أنا التغيير لم يقع على العمل، ولكنه انعكس على الأولويات في انشغالاتي، فقد عشت في الماضي حياة متجولة، ولكنني أدركت أنه يجب أن استقر لبعض الوقت من أجل أطفالي لأنه واجبي نحوهم في الحياة، ومن هنا أحببت أن أمكث لأوقات أطول بجوارهم، وعندها اكتشفت أنني أهملت عملي لبعض الوقت، ولم أكترث لذلك لأن عملي ليس أهم من أولادي، ومن أجل الموازنة قررت أن اصطحبهم معي إلى بعض أماكن تصوير أفلامي، ولكن بشكل لا يضرهم، وبالفعل استفادوا كثيراً منذ آخر رحلة لهم معي في نيوزيلندا أثناء تصوير فيلم "ذي هوبيت”، ولكن مع بداية الدراسة لابد أن يكونوا في سيدني وأنا بجوارهم .

هل من الأسهل أن تكوني أماً أم ممثلة؟

- أنا أعشق كوني أماً، فهو الشيء الوحيد الذي لا أشعر معه بضغط الحياة، بينما التمثيل مصدر قلق دائم لي، فهناك نكهة مغايرة لما أقوم به مع أولادي، وأشعر أن قيمته تفوق أي شيء فعلته من قبل، فأنا أشعر بالسعادة كلما علمت أولادي شيئاً جديداً وأراهم يكبرون أمامي كل يوم، وهي تجربة لا يمكن تعويضها بالنسبة لي، فمن المهم أن أكون جزءاً مهماً من حياتهم، وهذه مسؤوليتي كوالدة، كما أن زوجي شريك رائع في تلك المسؤولية، وبالطبع أشعر أن الأمومة أهم أدواري في الحياة .

دورك الأخير في فيلم "الياسمين الأزرق” يعكس نفس الأزمات المالية والنضال من أجل العيش، وهو ما يفعله أغلبية الناس الآن، كيف ترينه؟

- هو دور من وجهة نظري مميز وفريد من نوعه، فقد استطاع أن يتمحور حول أحداث تبدو قديمة ويحولها بقوة لتبدو وكأنها حول قضية معاصرة نعيشها الآن، ياسمين (بطلة الفيلم) تواجه نوعاً من الانهيار الكامل لحياتها، من خلال أزمة مالية طاحنة عصفت بها، وذلك أثناء فترة الركود التي عاناها معظم الناس .

هل تزعجك فكرة الربط بين شخصيتك الحقيقية ودورك في الفيلم؟

- بالطبع لا، ولكنني أريد أن أؤكد أن شخصيتي الحقيقية حادة ومتماسكة للغاية حينما أريد أن أكون كذلك، وفي أوقات أخرى أصاب بحالات القلق والغضب والتوتر والإحساس بعدم الاستقرار، على الجانب الآخر أشعر بأن بيتي أكثر مكان آمن لي وسط أسرتي، وهناك يختفي تماماً من ذهني بقية العالم، وأكون في أسعد لحظات حياتي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Find Us On Facebook

Flickr Images

Video Of Day

ÇáãÔÇÑßÇÊ ÇáÔÇÆÚÉ

جميع الحقوق محفوظه © عـالـم سيــدتــي

تصميم الورشه